رجل عرف ربه .. من إبداعات مصطفى محمود


كان الرجل مريضا بمرض عضال لا يعرف له علاجا
فكلما جلس فى مكان قال له الناس: رائحتك كريهة.. ألا تستحم؟
وتردد على الأطباء وفحص الأنف والجيوب والحلق والأسنان واللثة والكبد والأمعاء..
وكانت النتيجة.. لا مرض فى أى مكان بالجسد ولا سببا عضويا مفهوم لهذه الرائحة
و كان يتردد على الحمام عدة مرات فى اليوم ويغتسل بأغلى العطور فلا تجدى هذه الوسائل شيئا..
ولا يكاد يخرج إلى الناس حتى يتحول إلى قبر منتن يهرب منه الصديق قبل العدو
 ............
وذهب يبكى لرجل صالح.. وحكى له حكايته فقال الرجل الصالح: هذه ليست رائحة جسدك..
ولكن رائحة أعمالك
فقال الرجل مندهشا: وهل للأعمال رائحة؟
فقال الرجل: تلك بعض الأسرار التى يكشف عنها الله الحجاب..
ويبدو أن الله أحبك وأراد لك الخير وأحب أن يمهد لك الطريق إلى التوبة
فقال الرجل معترفا: أنا بالحق أعيش على السرقة والاختلاس والربا وأزنى وأسكر وأقارف المنكرات
قال الرجل الصالح: وقد رأيت.. فهذه رائحة أعمالك
قال الرجل: وما الحل؟
قال الصالح: الحل أصبح واضحا، أن تصلح أعمالك وتتوب إلى الله توبة نصوحا
وتاب الرجل توبة نصوحا و اقلع عن جميع المنكرات ولكن رائحته ظلت كما هي.. فعاد يبكى إلى الرجل الصالح.. فقال له الرجل الصالح: لقد أصلحت أعمالك الحاضرة، أما أعمالك الماضية فقد نفذ فيها السهم.. ولا خلاص منها إلا بمغفرة
قال الرجل: وكيف السبيل إلى مغفرة؟
قال الصالح: إن الحسنات يذهبن السيئات فتصدق بمالك.. والحج المبرور يخرج منه صاحبه مغفور الذنوب كيوم ولدته أمه فاقصد الحج.. واسجد لله.. وابك على نفسك بعدد أيام عمرك
....................
تصدق الرجل بماله وخرج إلى الحج.. وسجد فى كل ركن بالكعبة وبكى بعدد أيام عمره.. ولكنه ظل على حاله تعافه الكلاب وتهرب منه الخنازير إلى حظائرها.. فآوى إلى مقبرة قديمة وسكنها وصمم ألا يبرحها حتى يجعل الله له فرجا من كربه
وما كاد يغمض عينيه لينام حتى رأى فى الحلم الجثث التى كانت فى المقبرة تجمع أكفانها وترحل هاربة.. وفتح عينيه فرأى جميع الجثث قد رحلت بالفعل وجميع اللحود فارغة.. فخر ساجدا يبكى حتى طلع الفجر فمر به الرجل الصالح.. وقال له: هذا بكاء لا ينفع فإن قلبك يمتلئ بالاعتراض.. وأنت لاتبكى اتهاما لنفسك بل تتهم العدالة الإلهية فى حقك
قال الرجل: لا أفهم
قال الصالح: هل ترى أن الله كان عادلا فى حقك؟
قال الرجل: لا أدرى
قال الصالح: بالضبط.. إن عدل الله أصبح محل شبهة عندك.. وبهذا قلبت الأمور فجعلت الله مذنبا وتصورت نفسك بريئا.. وبهذا كنت طول الوقت تضيف إلى ذنوبك ذنوبا جديدة فى الوقت الذى ظننت فيه أنك تحسن العمل
قال الرجل: ولكنى أشعر أنى مظلوم
قال الصالح: لو اطلعت على الغيب لوجدت نفسك تستحق عذابا أكبر ولعرفت أن الله الذى ابتلاك لطف بك.. ولكنك اعترضت على ما تجهل واتهمت ربك بالظلم.. فاستغفر وحاول أن تطهر قلبك وأسلم وجهك.. فإنك إلى الآن ورغم حجك وصومك وصلاتك وتوبتك لم تسلم بعد
............
قال الرجل: كيف.. ألست مسلما؟
قال الصالح: نعم لست مسلما، فالإسلام هو إسلام الوجه قبل كل شئ.. وذلك لا يكون إلا بالقبول وعدم الاعتراض والاسترسال مع الله فى مقاديره وبأن يستوى عندك المنع والعطاء، وأن ترى حكمة الله ورحمته فى منعه كما تراه فى عطائه، فلا تغتر بنعمة ولا تعترض على حرمان فعدل الله لا يتخلف، وهو عادل دائما فى جميع الأحوال ورحمته سابغة فى كل ما يجريه من مقادير فقل لا إله إلا الله ثم استقم.. وذلك هو الإسلام
قال الرجل: إنى أقول لا إله إلا الله كل لحظة
قال الصالح: تقولها بلسانك ولا تقولها بقلبك ولا تقولها بموقفك وعملك
قال الرجل: كيف؟
قال الصالح: إنك تناقش الله الحساب كل يوم وكأنك إله مثله.. تقول له استغفرت فلم تغفر لى.. سجدت فلم ترحمنى.. بكيت فلم تشفق عليّ.. صليت وصمت وحججت إليك فما سامحتنى.. أين عدلك؟
وربت الرجل الصالح على كتفيه قائلا: يا أخي ليس هذا توحيدا.. التوحيد أن تكون إرادة الله هى عين ما تهوى وفعله عين ما تحب وكأن يدك أصبحت يده ولسانك لسانه.. التوحيد هو أن تقول نعم وتصدع بالأمر مثل ملائكة العزائم دون أن تسأل لماذا.. لأنه لا إله إلا الله.. لا عادل ولا رحمن ولا رحيم ولا حق سواه.. هو الوجود وأنت العدم.. فكيف يناقش العدم الوجود.. إنما يتلقى العدم المدد من الوجود ساجدا حامدا شاكرا.. لأنه لا وجود غيره.. هو الإيجاب وما عداه سلب.. هو الحق وما عداه باطل
فبكى الرجل وقد أدرك أنه ما عاش قط وما عبد ربه قط
قال الصالح: الآن عرفت فالزم.. وقل لا إله إلا الله.. ثم استقم.. قلها مرة واحدة من داخلك
فقال الرجل: لا إله إلا الله
فتضوع الياسمين وانتشر العطر وملأ العبير الأجواء وكأن روضة من الجنة تنزّلت على الأرض
وتلفت الناس.. وقالوا: من هناك؟.. من ذلك الملاك الذى تلفّه سحابة عطر؟
قال الرجل الصالح: بل هو رجل عرف ربه

ألديك بريد إلكتروني ؟ S: لا، إذن قل الحمد لله

تقدم رجل لشركة مايكروسوفت للعمل بوظيفة - "عامل نظافة" - بعد إجراء المقابلة
والاختبار ( تنظيف أرضية المكتب )، أخبره مدير التوظيف بأنه قد تمت الموافقة
عليه وسيتم إرسال قائمة بالمهام وتاريخ المباشرة في العمل عبر البريد
الإلكتروني. أجاب الرجل: ولكنني لا أملك جهاز كمبيوتر ولا املك بريد إلكتروني!
رد عليه المدير ( باستغراب ): من لا يملك بريد إلكتروني فهو غير
موجود أصلا ومن لا وجود له فلا يحق له العمل.

خرج الرجل وهو فاقد الأمل في الحصول على وظيفة، فكر كثيراً ماذا عساه أن يعمل
وهو لا يملك سوى 10 دولارات. بعد تفكير عميق ذهب الرجل إلى محل الخضار وقام
بشراء صندوق من الطماطم ثم اخذ يتنقل في الأحياء السكنية ويمر على المنازل
ويبيع حبات الطماطم. نجح في مضاعفة رأس المال وكرر نفس العملية ثلاث مرات إلى
أن عاد إلى منزله في نفس اليوم وهو يحمل 60 دولار.

أدرك الرجل بان يمكنه العيش بهذه الطريقة فاخذ يقوم بنفس العمل يوميا يخرج في
الصباح الباكر ويرجع ليلا ، أرباح الرجل بدأت تتضاعف فقام بشراء عربة ثم شاحنة
حتى أصبح لدية أسطول من الشاحنات لتوصيل الطلبات للزبائن. بعد خمس سنوات أصبح
الرجل من كبار الموردين للأغذية في الولايات المتحدة.

لضمان مستقبل أسرته فكر الرجل في شراء بوليصة تأمين على الحياة فاتصل بأكبر
شركات التأمين وبعد مفاوضات استقر رأيه على بوليصة تناسبه فطلب منه موظف شركة
التأمين أن يعطيه بريده الإلكتروني!! أجاب الرجل: ولكنني لا املك بريد
إلكتروني! رد عليه الموظف (باستغراب): لا تملك بريداً إلكترونيا ونجحت ببناء
هذه الإمبراطورية الضخمة!! تخيل لو أن لديك بريداً إلكترونيا! فأين ستكون اليوم؟

أجاب الرجل بعد تفكير:
'' عامل نظافه في شركة مايكروسوفت ''

إذن:

لا تحزن على ما لا تملك .. فربما لو كان عندك .. لكان سبب حزن أكبر

منقوووول

يا حسرة علينا ، لو فعلنا مثل هذه الأسرة

شد انتباهي قصة مكتوبة في ورقة جريدة قديمة فأخذت أقرأها

سافر أب إلى بلد بعيد تاركا زوجته وأولاده الثلاثة..


سافر سعيا وراء الرزق وكان أبناؤه يحبونه حبا جما ويكنون له كل الاحترام


أرسل الأب رسالته الأولى إلا أنهم لم يفتحوها ليقرءوا ما بها


بل أخذ كل واحد منهم يُقبّل الرسالة ويقول أنها من عند أغلى الأحباب..

وتأملوا الظرف من الخارج ثم وضعوا الرسالة في علبة قطيفة..


وكانوا يخرجونها من حين لآخر لينظفوها من التراب ويعيدونها ثانية..

وهكذا فعلوا مع كل رسالة أرسلها أبوهم

ومضت السنون


وعاد الأب ليجد أسرته لم يبق منهم إلا ابنا واحدا فقط فسأله الأب: أين أمك؟؟

قال الابن : لقد أصابها مرض شديد ولم يكن معنا مالا لننفق على علاجها فماتت

قال الأب: لماذا؟ ألم تفتحوا الرسالة الأولى لقد أرسلت لكم فيها مبلغا كبيرا من المال

قال الابن: لا.. فسأله أبوه وأين أخوك؟؟

قال الابن: لقد تعرف على بعض رفاق السوء وبعد موت أمي لم يجد من ينصحه ويُقومه فذهب معهم

تعجب الأب وقال: لماذا؟ ألم يقرأ الرسالة التي طلبت منه فيها أن يبتعد عن رفقاء السوء.. وأن يأتي إليّ

رد الابن قائلا: لا.. قال الرجل : لا حول ولا قوة إلا بالله.. وأين أختك؟

قال الابن: لقد تزوجت ذلك الشاب الذي أرسلت تستشيرك في زواجها منه وهى تعيسة معه أشد تعاسة

فقال الأب ثائرا: ألم تقرأ هي الأخرى الرسالة التي اخبرها فيها بسوء سمعة وسلوك هذا الشاب ورفضي لهذا الزواج

قال الابن: لا لقد احتفظنا بتلك الرسائل في هذه العلبة القطيفة..

دائما نجملها ونقبلها

ولكنا لم نقرأها

............................................

تفكرت في شأن تلك الأسرة


وكيف تشتت شملها وتعست حياتها لأنها لم تقرأ رسائل الأب إليها ولم تنتفع بها


, بل واكتفت بتقديسها والمحافظة عليها دون العمل بما فيها

ثم نظرت إلى المصحف..


إلى القرآن الكريم الموضوع داخل علبة قطيفة على المكتب

ياويحي ..

إنني أعامل رسالة الله ليّ كما عامل هؤلاء الأبناء رسائل أبيهم


إنني أغلق المصحف واضعه في مكتبي ولكنني لا أقرأه ولا أنتفع بما فيه وهو منهاج حياتي كلها
فاستغفرت ربي وأخرجت المصحف.. وعزمت على أن لا أهجره أبدا

قال الله تعالى ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ ] الفرقان: 30

تالله إنها لشكوى عظيمة .... وكيف لا تكون كذلك، والمشتكى إليه العظيم، والمُشتكي عظيم،

والمشتكى لأجله عظيم ...... الله، الرسول، القرآن.
إن كتاب الله تعالى الذي أنزله على المصطفى صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماوات هو كتاب رحمة وهداية وشفاء وسعادة، يسْعَدُ به كل من عمل به وسار على نهجه واهتدى بهديه،
أما من هجره فإنه يشقى ولابد، ويكون خصيم النبي صلى الله عليه وسلم،وبئس من كان هذا حاله.
لا تهجر القرآن ... لا تجعله مهجورا


منقول ...

كن جميلا تر الوجود جميلا .. إيليا أبو ماضي

أيّها الشّاكي وما بك داء .... كيف تغدو اذا غدوت عليلا ؟

انّ شرّ الجناة في الأرض نفس .... تتوقّى قبل الرّحيل الرّحيلا

وترى الشّوك في الورود .... وتعمى أن ترى فوقها النّدى إكليلا

هو عبء على الحياة ثقيل .... لمن يظنّ الحياة عبئا ثقيلا

والذي نفسه بغير جمال .... لا يرى في الوجود شيئا جميلا

ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا .... ويظنّ اللّذات فيه فضولا

أحكم النّاس في الحياة أناس .... عللّوها فأحسنوا التّعليلا

فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه .... لا تخف أن يزول حتى يزولا

وإذا ما أظلّ رأسك همّ .... قصّر البحث فيه كي لا يطولا

سر الحياه أدركته طيور الرّوابي .... فمن العار أن تظل أنت جهولا

ما تراها والحقل ملك سواها .... إتخذت فيه مسرحا ومقيلا

تتغنّى .... والصّقر قد ملك الجــوَ عليها ، ولصائدون السّبيلا

تتغنّى .... و قد رأت بعضها يؤخــذ حـيّا .. والبعض يروح قتيلا

تتغنّى .... وعمرها بعض عام .... أفتبكي أنت وقد تعيش طويلا؟

فهي فوق الغصون في الفجر .... تتلو سور الوجد والهوى ترتيلا

وهي طيورا على الثرى .... واقعات تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا

كلّما أمسك الغصون سكون .... صفّقت الغصون حتى تميلا

فاذا ذهّب الأصيل الرّوابي .... وقفت فوقها تناجي الأصيلا

فأطلب اللّهو .... مثلما تطلب الأطيار عند الهجير ظلاّ ظليلا

وتعلّم حبّ الطلّيعة منها .... واترك القال للورى والقيلا

فالذي يتّقي العواذل يلقى .... كلّ حين في كلّ شخص عذولا

أنت للأرض أولا وأخيرا .... كنت مَلِكا أو كنت عبدا ذليلا

لا خلود تحت السّماء لحيّ .... فلماذا تراود المستحيلا ؟

كلّ نجم إلى الأقوال .... ولكنّ آفة النّجم أن يخاف الأقولا

غاية الورد في الرّياض ذبول .... كن حكيما واسبق إليه الذبولا

وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ .... فتفيّأ به إلى أن يحولا

وتوقّع .... ، إذا السّماء اكفهرّت مطرا سوف يحيي السهولا

قل لقوم يستنزفون المآقي .... هل شفيتم مع البكاء غليلا؟

ما أتينا إلى الحياة لنشقى فأريحوا .... أهل العقول، العقولا

كلّ من يجمع الهموم عليه .... أخذته الهموم أخذا وبيلا

كن عصفوراً في عشّه يتغنّى .... ومع الكبل لا يبالي الكبولا

لا غرابا يطارد الدّود في الأرض .... و بومـاً في اللّيل يبكي الطّلولا

كن غديرا يسير في الأرض .... رقراقا فيسقي من جانبيه الحقولا

تستحم النّجوم فيه .... ويلقى كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا

لا وعاء يقيّد الماء .... حتى تستحل المياه فيه وحولا

كن مع الفجر نسمة .... توسع الأزهار شمّا وتارة تقبيلا

أيّهذا الشّاكي وما بك داء .... كن جميلا تر الوجود جميلا

مظاهر خادعة

 
لا تقاس الطيبة ببشاشة الوجه
فهناك قلوب تصطنع البياض
فهناك من يجيد تصنع الطيبة
ويخبئ بين زواياه خبثاً وريبة

لا يقاس الجمال بالمظهر
ومن الخطأ الاعتماد عليه فقط..
فقد يكون خلف جمال المظهر قبح جوهر

لا تقاس حلاوة الإنسان بحلاوة اللسان
فكم من كلمات لطاف حسان
يكمن بين حروفها سم ثعبان
فنحن في زمن اختلط الحابل بالنابل..
في زمن صرنا نخاف الصدق
ونصعد على أكتاف الكذب

لا يقاس الحنان بالأحضان
هناك من يضمك بين أحضانه
ويطعنك من الخلف بخنجر الخيانه
والفرق شاسع ومدفون
بين المعلن والمكنون

لا تقاس السعادة بكثرة الضحك
هناك من يلبس قناع الابتسامة
وتحت القناع حزن دفين وغصات ألم وأنين

لا تقاس الحياة بنبض القلوب
فهناك من قلبه تعفن داخل أضلعه
وهناك من مات ضميره وودعه
وعلى الضفة الأخرى آخر كتمت أنفاسه
وثالث قتل إحساسه مقبرته
في عينيه شاهد حزن عليه

لا يقاس البياض بالنقاء ولا السواد بالخبث
فالكفن أبيض والكحل لونه أسود
وبينهما يسكن الفرق

لا تقاس العقول بالأعمار
فكم من صغيرعقله بارع
وكم من كبير عقله خاوي فارغ

لا تقيسوا محبتكم بحجم الحروف
فما يحمله القلب يعجز عن نثره الاقلام
وما يسكبه مداد الحبر..
قليل من كثير في الدم يجري

فأن المقاس الحقيقي في الحياة
يختلف عما ما هو موجود بداخلنا
فحقيقتنا الداخليه تختلف بكثير عن ما هو في الواقع المعاصر
 
،، منقول ..

النفس تبكي

النفس تبكي على الدنيا وقد علمت . أن السعادة فيها ترك ما فيهــــا

لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنـــهـا . إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيـــها


فإن بناها بخير طاب مسكنُـــــه . وإن بناها بشر خاب بانيــها


أموالنا لذوي الميراث نجمعُهــــــا . ودورنا لخراب الدهر نبنيهــــا


أين الملـــــوك التي ِمتسلطنــــة . حتى سقاها بكأس الموت ساقيـها


فكم مدائنٍ في الآفاق قـــدِ بنـــيت . أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها


لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهــا . فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيـها


لكل نفس وان كانت على وجــلٍ . من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــا


المرء يبسطها والدهر يقبضُهـــا . والنفس تنشرها والموت يطويهـا


إنما المكارم أخلاقٌ مطهـــــرةٌ . الـدين أولها والعقل ثانيهـــــــــــا


والعلم ثالثها والحلم رابعهـــا . والجود خامسها والفضل سادسها


والبر سابعها والشكر ثامنهــــا . والصبر تاسعها واللين باقيهــــا


والنفس تعلم أني لا أصادقهـــــا . ولست ارشدُ إلا حين اعصيهـــــا


واعمل لدارغداً رضوانُ خازنهـــا . والجــار احمد والرحمن ناشيهــــا


قصورها ذهب والمسك طينتهــــا . والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيهـــــا


أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عســـل . والخمريجري رحيقاً في مجاريها


والطيرتجري على الأغصان عاكفةً . تسبـحُ الله جهراً في مغانيهـــــا


من يشتري الدارفي الفردوس يعمرها . بركعةٍ في ظلام الليل يحييها 

...........................................

منقول