رسالة لعابر عمر



بالأمس طرق الحب بابي..لم افتح له
 ولم ينتظر طويلا
كان على موعد مع عشاق العالم ليحتفلوا به

فمضى إليهم..وبقيت انا وحدي 
 في انتظار عام آخر يطرق فيه الحب بابي 
 فأفتحه له..وأنت معي !

سيدي البعيد جدا من موقعي
 القريب جدا من اعماقي
لا اعلم..هل تضخم بي الحزن 
فأصبحت أكبر من الوجود
 ام ضاق بي الوجود
فأصبح أصغر من حزني!

النتيجة واحدة يا سيدي
فبقعة الأرض هذه..ما عادت تتسع لي
فبقعة الأرض التي كنت اقف عليها
أصبحت الآن تقف علي


والحمل أكبر من الكتابة
والحمل أثقل من التنفس
وحاجتي الى التنفس جعلتني أبحث عن
وطن يكتظ بالهواء 
 وطن يمنحني الحياة بلا حدود
 وطن يعيد الأرض الى قدمي
 ويجعل الأرض تحتي رحبة واسعة
كأحلام طفولتي

وطن أطلق فيه صرخات صمتي
 التي تدوي بداخلي ولا يسمعها أحد

وأظنك ذلك الوطن
 او هكذا يخيل اليّ 
 او هكذا تمنيتُ دائما

وليس كل ما تمنيته منحتني اياه الحياة 

فيا وطن..من اين ابدأ
من البداية التي ما عدت اذكرها 
 ام من النهاية التي لا اريد ان اذكرها
فأحيانا تتشابه بداياتنا ونهاياتنا حد الملل

فيا سيدي..أجـــبني !! ..من أنا 
 وعلى اي المحطات اقف الآن

أعلم أنني من بدأت بالرحيل .. ولكنك كنت السبب فيه

كنت لا تدري بما داخلي نحوك
فتصرفت بحماقة لأني وثقت بقدرة ذكائك على فهمي دون كلام
ولكن أسفا ..
حملت حقائبي ورحلت دون أن تفهمني .. و حينما أتيت وجدتك لم تنتظر


فلماذا اقف الآن في انتظار معجزة 
 تعيدني الى الحياة..او تعيد الحياة الي


لا تندهش لسخافة سؤالي... فأنا أضعت أنا
وجئتك ابحث عنها 
 عن انا..عن ذاتي..
ليقيني اني لن اجد نفسي الحقيقية الا لديك!

فأنت اصولي وجذوري
 فأعماقك هي صندوقي الذي اخبيء فيه كل ما اخشى عليه من الايام
وأنت لا تدري

وذات يوم خبأت نفسي الحقيقية بك
 نفسي التي لا تشبههم وتشبهني 
وغادرتك بالنفس الأخرى
التي تشبههم ولا تمت لك او لي بصلة

كانوا سعداء بهذه النفس
 لقدرتها الفائقة على التأقلم مع عالمهم التافه
و قدرتها على نسيانك
واجدت دوري ببراعة

 وكثيرا ما صفقت لنفسي بيني وبين نفسي
لكنني الآن ....

 اشتاق الى نفسي الحقيقية 
تلك النفس التي خبأتها فيك
فجئت أراقبك من بعيد .. وفي داخلي رعب الدنيا كله
 ان تكون قد فتحت لها اعماقك ذات ليلة
باردة واطلقت سراحها منك

تُرى
هل ما زلت تحتفظ بي
 هل ما زلت تحتفظ بالنسخة الاصلية لملامحي
اشتاق الى ملامحي القديمة 
فهل سأراها في مرآتك؟

خدعتني مراياهم كثيرا يا سيدي
 منحتني وجها ليس وجهي
واحلاما ليست احلامي
تضخمت في اعينهم في الوقت الذي 
 كنت اتضاءل فيه في عيني!

وسافرت
سافرت في كل القلوب 
 وكنت اترك في كل قلب حلم ناقص النمو
وأرحل ...
 أغادر اعماقهم متسللة كاللصوص

وأحرص حرصا تاما على ان لا تبقى
فردة الحذاء الذهبي خلفي
 كي لا تعيدهم الى عالمي الذي لا يتسع الا لك

.
.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق