الإنسان في لحظة اختيار حر



لا تنظر الى ما يرتسم على الوجوه 
و لا تستمع الى ما تقوله الألسن 
و لا تلتفت الى الدموع 

فكل هذا هو جلد الإنسان 
و الإنسان يغير جلده كل يوم
و لكن ابحث عما تحت الجلد ... 

لا ليس القلب ما أعني فالقلب هو الآخر يتقلب و لهذا يسمونه قلبا ً
... و لا العقل فالعقل يغير وجهة نظره كلما .. غير الزاوية التي ينظر .. منها 
و قد يقبل اليوم ..ما أنكره بالأمس !!
ألا يبدل العلماء حتى العلماء نظرياتهم

... إذا أردت أن تفهم إنسانً ما فانظر فعله في لحظة اختيار حر 
و حينئذ سوف تفاجأ تماماً..
 فقد ترى تارك الصلاة يصلي
و قد ترى الطبيب يشرب السم
 و قد تفاجأ بصديقك يطعنك
و بعدوك ينقذك
و قد ترى الخادم سيداً في أفعاله
 و السيد أحقر من أحقر خادم في أعماله 
و قد ترى ملوكاً يرتشون و صعاليك يتصدقون

انظر إلى الإنسان عندما يكون وحيداً..
 أو في غربة لا يعرفه فيها أحد ..
 أي بلا رقيب و لا حسيب حينما يرتفع عنه الخوف
 و ينام الحذر و تسقط الموانع 

,فتراه على.. حقيقته
 : يمشي على أربع كحيوان 
,أو يطير بجناحيه كملاك 
,أو يزحف كثعبان
 ,أو يلدغ كعقرب 
,أو يأكل الطين كدود الأرض

----

مصصطفى محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق